19-04-2024 04:27 PM بتوقيت القدس المحتلة

السعودية: وأخيراً سمح للعزاب بدخول المراكز التجارية بالرياض

السعودية: وأخيراً سمح للعزاب بدخول المراكز التجارية بالرياض

مع قرار السماح للعزاب دخول المجمعات التجارية في العاصمة السعودية الرياض فقط، انقسم أفراد المجتمع بين مؤيد للقرار، ومعارض.

مجمع سوبرماركت مول في السعوديةمع قرار السماح للعزاب دخول المجمعات التجارية في العاصمة السعودية الرياض فقط، انقسم أفراد المجتمع بين مؤيد للقرار، ومعارض، وآخر مطالب بضرورة شمول باقي مدن المملكة. فقد اعتبر بعض الشباب أن هذا القرار يصب في مصلحتهم، إذ أصبح بإمكانهم دخول المراكز التجارية والتجول فيها والجلوس لتناول المشروبات أو تناول المأكولات.إلا أنه وبعد صدور القرار لم تتفاعل بعض المجمعات الكبيرة في العاصمة الرياض، في تطبيقه، وبدأت في التحايل من خلال إبلاغ حراس الأمن بعدم السماح للشباب بالدخول، رغم أن التعميم والتوجيه وصل لكل مراكز التسوق ونشر في وسائل الإعلام السعودية.


الأخصائي الاجتماعي، الدكتور خالد المحمد، قال لموقع CNN بالعربية: "إن هذا القرار جاء ليثلج صدور الشباب، ويسمح لهم بممارسة هواياتهم في دخول الأسواق والمراكز، وارتياد المطاعم والمقاهي داخلها، حالهم حال العائلات والنساء، وذلك ضمن ضوابط وأنظمة معروفة لا يسمح بتجاوزها." وأضاف: "أن كثيراً من الشباب السعودي يشعر بالكبت والقمع ومصادرة للحريات من قبل بعض الجهات التي تجعله لا يجد مكاناً، وتحديداً في العاصمة الرياض، يلجأ إليه ليمضي فيه وقته، حتى أن كثيراً منهم يتجهون للسفر للخارج، سواء لدبي أو بيروت أو أوروبا، ومن لا يستطيع منهم السفر فإنه يقضي معظم وقته يتجول في سيارته."
ويؤكد الدكتور خالد، أن الشباب السعودي يحتاج إلى عناية وبناء ثقة متبادلة حتى لا تكون هناك فجوة فيما بينهم وبين الجهات ذات العلاقة من القائمين على المراكز والأسواق، أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويجب العمل على ردم هذه الفجوة، خصوصاً في العاصمة الرياض.


من جانبه، قال الأخصائي النفسي علي همام: "إن القرار جاء في وقته، خصوصاً وأن عدداً كبيراً من الشباب لا يستطيعون مغادرة الرياض، سواء لأسباب مالية أو لظروف العمل، ولا يوجد متنفس لهم سوى الأسواق ومراكز التسوق، بسبب حالة الطقس والغبار والحرارة وقلة الأماكن الترفيهية."
وأضاف: "لو فرضنا أن هناك أندية ومراكز رياضية للشباب، سيكون ارتيادها في أوقات معينة، وماذا بعد ذلك؟ سيتجهون للمقاهي، أو زيارة مركز تسوق وتناول وجبة الغداء أو العشاء فيه، وليس هناك قانون يؤكد منع الشباب من دخول المراكز، وهذا حق مشروط لهم."
وأشار إلى أن هذا القرار يعتبر حقاً من حقوق الشباب السعودي، خصوصاً وأن الكثيرين منهم بدأوا يعانون من حالات نفسية سيئة بسبب قلة الترفيه، ومصادرة الحريات من قبل بعض الجهات، وعدم السماح لهم في دخول أماكن كثيرة، حتى أن هناك فنادق لا تسمح لهم بالدخول، فلماذا هذه القوانين في الرياض.


وأضاف:" لو نظرنا إلى بعض المدن الأخرى، والبلدان المجاورة لنا، لوجدنا أن الشباب يعيشون فيها بحرية، على عكس الشباب في العاصمة الرياض، التي جاء هذا القرار فيها بعد دراسة واعية لاستقطاب الشباب والعمل على إرضائهم وتوفير الحرية لهم في حدود معينة وجيدة."
من جهتهم، عبر شباب من الرياض عن فرحتهم من خلال عبارات ورسائل ولوحات يرفعونها على سياراتهم يشكرون أمير الرياض والقائمين على هذا القرار الذي يصب في مصلحة الشباب السعودي بشكل عام.
وقال الشاب نايف البدر، لموقع CNN بالعربية، "إن القرار مناسب، وكنا ننتظره منذ وقت طويل، فقد كان دخولنا المجمعات ممنوعاً، حتى لو بغرض الشراء."


وأضاف: "أن كثيراً من الشباب محترمون وعقلاء، وليست هناك إلا فئة قليلة هي المستهترة بالأنظمة وبالأخلاق العامة، ومتى تم تقدير الجميع وإنصاف العزاب واحترام مشاعرهم فإن السلوكيات السلبية ستتغير مع الوقت ونأمل أن تختفي."
من جانبه، قال الشاب راكان بن خالد، "إن قرار السماح لنا كعزاب بدخول تلك الأسواق قرار صائب، فجميعنا مواطنون ومتساوون في الحقوق والواجبات، ونعلم كشباب أن الالتزام بالأنظمة واحترام آداب الذوق سيجنبنا الوقوع في كثير من المشاكل، والشباب السعودي واع ومتعلم، ويجب أن يظهر المسؤولون الاهتمام بهم."


إلا أن هذا القرار أغضب الشباب في باقي مناطق السعودية، الذين طالبوا من خلال المواقع الاجتماعية كالفيسبوك وتويتر، أن يشملهم القرار، خصوصاً في مدينة جدة، التي تعتبر الوجهة الأولى للسياحة الداخلية في البلاد، إذ يمنع دخول الشباب إلى الأسواق ومراكز التسوق والمطاعم والمقاهي بشكل عام، مؤكدين أن هذا الأمر يثير استياءهم، داعين أمراء المناطق إلى أن يحذوا حذو أمير منطقة الرياض الذي سمح للشباب بدخول الأسواق.


من جهتهم، رفض بعض مسؤولي المراكز الحديث حول الموضوع، وعلقوا على منعهم دخول الشباب لمراكزهم، أن هذا المنع يعود للمظهر الخارجي وطريقة اللبس إلى حد كبير. وقال مدير عام مركز نجود التجاري، فهمي العمران، "إن التوجيهات بالسماح بدخول العزّاب إلى المجمعات التجارية ستكون مفيدة على الصعيد الاقتصادي،" لافتاً إلى أن قوة العائلات الشرائية أكبر في الأسواق، لكن تركز العزّاب سيكون في المطاعم والمقاهي. وأضاف: " أن 80 بالمائة من محال المجمعات التجارية تركز نشاطها على المجال النسائي حالياً، وربما سيغير بعضها من نشاطه لجذب الشبان. وستزيد مراكز التسوق المحال التي تختص بالملابس الرجالية والمستلزمات الخاصة بهم بعد هذا القرار، كما أن هذا الأمر سيصب في مصلحة المقاهي والمطاعم بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، بسبب تواجد أغلب المطاعم والمقاهي داخل الأسواق، وتعدد الخيارات المتاحة لتناول وجبة الغداء أو العشاء."


يذكر أن الصحف السعودية نشرت تعليقاً مشتركاً لمفتي المملكة العربية السعودية، والرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يذكران فيه العبارة التالية، والتي يرددها السعوديون حالياً وتتناقلها الهواتف المحمولة: "هؤلاء الشباب هم إخواننا وأبناؤنا، ولم يأتوا من كوكب آخر، والحقيقة أن منعهم خطأ، إذ أوجدنا مشكلة من لا مشكلة."