أعلن زعيم الأكثرية الديموقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي هاري ريد ارجاء التصويت الذي كان من المقرر أن يجريه المجلس ليل السبت على خطة لرفع سقف الدين العام، افساحاً في المجال أمام نجاح مفاوضات بهذا الشأن
أعلن زعيم الأكثرية الديموقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي هاري ريد ارجاء التصويت الذي كان من المقرر أن يجريه المجلس ليل السبت على خطة لرفع سقف الدين العام، افساحاً في المجال أمام نجاح مفاوضات بهذا الشأن تجري في البيت الأبيض.
وقال ريد إن مفاوضات تجري في البيت الابيض "لتجنب حالة تخلف عن السداد كارثية على الدين الوطني"، مضيفاً "لقد تحدثت مع البيت الأبيض مرات عدة هذا المساء وطلبوا مني إعطاء كل طرف أكبر قدر ممكن من الوقت للتوصل الى اتفاق اذا كان هذا الأمر ممكنا". إلا أن ريد حذر من أنه لن يتراجع عن الشرط الأساسي الذي وضعه الديموقراطيون للفترة التي سيغطيها قرار رفع سقف الدين العام.
ويصرّ الديموقراطيون على أن أي رفع لسقف الدين يجب أن يكون لفترة تستمر حتى نهاية عام 2013 على الأقل، أي الى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة. يأتي ذلك في وقت يدعو فيه الجمهوريون لحلّ على مرحلتين: مرحلة اولى عاجلة يصار فيها الى رفع سقف الدين العام قبل الثاني من آب/اغسطس، ومرحلة ثانية لاحقة يرفع فيها هذا السقف مجدداً ويكون موعدها مطلع عام 2012 أي في غمرة حملة الانتخابات الرئاسية المقبلة. كما أضاف ريد "لا يمكن أن يكون هناك اتفاق قصير الامد"، مؤكدا أنه "متفائل بأنه لن يكون هناك اتفاق قصير الأمد".
وكان مجلس النواب الأميركي الذي يسيطر عليه الجمهوريون رفض في تصويت رمزي السبت خطة تقدم بها الأعضاء الديموقراطيون في مجلس الشيوخ لرفع سقف الدين الأميركي وتجنيب البلاد كارثة التخلف عن سداد الدين العام اعتباراً من الثلاثاء.
وبالرغم من تقديم الجمهوريين والديموقراطيين تنازلات مع تقدم المفاوضات، إلا أن منطلقات الحزبين السياسية تبقى متعارضة بشكل كبير، فمن جهة يطالب الجمهوريون بتخفيض الضرائب والقيام باقتطاعات ضخمة في الميزانية، أما الديموقراطيون فيطالبون بإرفاق التقشف في الميزانية بفرض مزيد من الضرائب على الطبقات الأكثر ثراء في المجتمع الأميركي.
وكان الرئيس باراك اوباما قد سعى الى اعتماد لهجة متفائلة في حديثه عن المفاوضات الرامية الى تفادي تعثر الولايات المتحدة في تسديد
ديونها، معتبراً أن الخلاف في المواقف ليس كبيراً بين الجمهوريين والديموقراطيين. وفي السياق، التقى اوباما ريد وزعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي، وذلك إثر رفض مجلس النواب خطة جديدة اقترحها الجمهوريون لرفع سقف الدين العام.
وقال ريد اثر الاجتماع الذي استمر زهاء الساعة ونصف الساعة في البيت الأبيض، إنه ليس هناك أي اتفاق وشيك بين الحزبين. وقال أمام الكونغرس "هذا ليس صحيحاً، لقد أمضيت لتوي ساعتين مع الرئيس ونائب الرئيس والجمهوريون يرفضون التفاوض بحسن نية".
